ﻓﻲ ﺧﻠﻒ ﺟﺒﺎﻝ ﺍﻟﻬﻤﺎﻻﻳﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺨﺘﺒﺄ ﻭﻻﻳﺔ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺤﻜﻤﻬﺎ ﺭﺟﻞ ﻛﺒﻴﺮ ﺫﻭ ﺧﺒﺮﺓ ﻭﻭﻗﺎﺭ ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻤﺮﺽ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺍﻧﻬﻜﻪ ﻭﺃﺣﺲ ﺑﻘﺮﺏ ﻧﻬﺎﻳﺘﻪ ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﻟﻠﺤﺎﻛﻢ ﻭﻟﺪ ﻭﺣﻴﺪ ﺷﺎﺏ ﻓﻲ
ﺳﻦ ﺍﻟﻄﻴﺶ ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻘﺔ
ﻭﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﺍﺑﻨﻪ ﺑﺎﻟﺤﻀﻮﺭ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﻳﺎ ﺑﻨﻲ: ﺍﻧﻲ ﺍﺣﺲ ﺑﻘﺮﺏ ﻧﻬﺎﻳﺘﻲ ﻭﺳﺄﻭﺻﻴﻚ ﺑﻮﺻﻴﺔ ﻭﻫﻲ ﺍﻥ ﺿﺎﻗﺖ ﺑﻚ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻳﻮﻣﺎ ﻣﺎ ﻭﻛﺮﻫﺖ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﻓﺎﺫﻫﺐ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﻐﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﻈﻠﻤﺔ ﺧﻠﻒ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﻭﺳﺘﺠﺪ ﺑﻬﺎ ﺣﺒﻼ ﻣﺮﺑﻮﻃﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻘﻒ ﺍﺷﻨﻖ ﻧﻘﺴﻚ ﻓﻴﻪ ﻟﺘﺮﺗﺎﺡ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻣﺎ ﻛﺎﺩ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺻﻴﺔ ﺣﺘﻰ ﺍﻏﻤﺾ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻭﻣﺎﺕ
ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻮﺍﺭﺙ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﻟﻠﺜﺮﻭﺓ ﻓﻘﺪ ﺃﺧﺬ ﻳﺒﻌﺜﺮﻫﺎ ﻭﻳﺴﺮﻑ ﻭﻳﺒﺪﺩ ﻋﻠﻰ ﻣﻠﺬﺍﺕ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﻭﻋﻠﻰ ﺭﻓﻘﺘﻪ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﺣﺬﺭﻩ ﺃﺑﻮﻩ ﻣﻨﻬﺎ
ﻭﺑﻌﺪ ﺑﺮﻫﺔ ﻭﺟﺪ ﺍﻻﺑﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﻗﺪ ﻧﻔﺬﺕ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺜﺮﻭﺓ ﺍﻟﻬﺎﺋﻠﺔ ﻭﺗﻐﻴﺮ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻭﺗﺮﻛﻪ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺼﺎﺣﺒﻮﻧﻪ ﻷﺟﻞ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻓﻘﻂ , ﺣﺘﻰ ﺃﻗﺮﺑﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﻠﺒﻪ ﺳﺨﺮ ﻣﻨﻪ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻦ ﺃﻗﺮﺿﻚ ﺷﻲﺀ ﻭﺁﻧﺖ ﻣﻦ ﺍﻧﻔﻖ ﺛﺮﻭﺗﻪ ﻭﻟﻴﺲ ﺃﻧﺎ , ﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻣﻼﺫﺍ ﻭﻣﺎ ﻋﺎﺩ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﻳﻄﻴﺐ ﻟﻪ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻌﺰ ﻓﻬﻮ ﻣﺪﻟﻞ ﻣﺘﻌﻮﺩ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﻑ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﺘﺄﻗﻠﻢ ﻣﻊ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ .
ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﻪ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺗﺬﻛﺮ ﻭﺻﻴﺔ ﺃﺑﻴﻪ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ
ﻭﻗﺎﻝ ﺁﺁﺁﻩ ﻳﺎ ﺍﺑﺘﺎﻩ ﺳﺄﺫﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻐﺎﺭﺓ ﻭﺃﺷﻨﻖ ﻧﻔﺴﻲ ﻛﻤﺎ ﺃﻭﺻﻴﺘﻨﻲ ﻭﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻤﻐﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﺨﻴﻔﺔ ﻭﺍﻟﻤﻈﻠﻤﺔ ﻭﻭﺟﺪ ﺍﻟﺤﺒﻞ ﻣﺘﺪﻟﻴﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﻠﻰ
ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﻪ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺳﺎﻟﺖ ﻣﻦ ﻋﻴﻨﻪ ﺩﻣﻌﺔ ﺃﺧﻴﺮﺓ
ﻭﻟﻒ ﺍﻟﺤﺒﻞ ﻋﻠﻰ ﺭﻗﺒﺘﻪ ﺛﻢ ﺩﻓﻊ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻮﺍﺀ !
ﻓﻬـــﻞ ﻣﺎﺕ ﻫﻞ ﺍﻧﻘﻀﻰ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ؟
ﻫﻞ ﻫﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻴﺎﺋﺴﺔ ﺃﻡ ﺁﻥ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻣﺨﺘﻠﻒ
ﻧﻌﻢ ﻓﻤﺎ ﺍﻥ ﺗﺪﻻ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺒﻞ ﺣﺘﻰ ﺍﻧﻬﺎﻟﺖ ﻋﻠﻴﺔ ﺃﻭﺭﺍﻕ ﺍﻟﻨﻘﻮﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻘﻒ ﻭﺭﻧﻴﻦ ﺍﻟﺬﻫﺐ
ﺍﻟﻤﺘﺴﺎﻗﻂ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻳﻀﺞ ﺑﺎﻟﻤﻐﺎﺭﺓ ﻭﻗﺪ ﺳﻘﻂ ﻫﻮ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺳﻘﻄﺖ ﺑﺠﺎﻧﺒﻪ ﻭﺭﻗﻪ ﻛﺘﺒﻬﺎ ﻟﻪ ﺃﺑﻮﻩ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻳﻘﻮﻝ ﻓﻴﻬﺎ ﻳﺎ ﺑﻨﻲ ﻗﺪ ﻋﻠﻤﺖ ﺍﻵﻥ ﻛﻢ ﻫﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﻠﻴﺌﺔ ﺑﺎﻷﻣﻞ
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻨﻔﺾ ﺍﻟﻐﺒﺎﺭ ﻋﻦ ﻋﻴﻨﻴﻚ ﻭﺗﺪﻉ ﺭﻓﻘﺎﺀ ﺍﻟﺴﻮﺀ ﻭﻫﺬﻩ ﻧﺼﻒ ﺛﺮﻭﺗﻲ ﻛﻨﺖ ﻗﺪ ﺧﺒﺄﺗﻬﺎ
ﻟﻚ ﻓﻌﺪ ﺇﻟﻲ ﺭﺷﺪﻙ ﻭﺍﺗﺮﻙ ﺍﻹﺳﺮﺍﻑ ﻭﺍﺗﺮﻙ ﺭﻓﻘﺎﺀ ﺍﻟﺴﻮﺀ
ﻭﺻﺪﻕ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ (ﺧﺬ ﻣﻦ ﺻﺤﺘﻚ ﻟﻤﺮﺿﻚ ﻭﻣﻦ ﺷﺒﺎﺑﻚ ﻟﻬﺮﻣﻚ
ﺳﻦ ﺍﻟﻄﻴﺶ ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻘﺔ
ﻭﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﺍﺑﻨﻪ ﺑﺎﻟﺤﻀﻮﺭ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﻳﺎ ﺑﻨﻲ: ﺍﻧﻲ ﺍﺣﺲ ﺑﻘﺮﺏ ﻧﻬﺎﻳﺘﻲ ﻭﺳﺄﻭﺻﻴﻚ ﺑﻮﺻﻴﺔ ﻭﻫﻲ ﺍﻥ ﺿﺎﻗﺖ ﺑﻚ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻳﻮﻣﺎ ﻣﺎ ﻭﻛﺮﻫﺖ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﻓﺎﺫﻫﺐ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﻐﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﻈﻠﻤﺔ ﺧﻠﻒ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﻭﺳﺘﺠﺪ ﺑﻬﺎ ﺣﺒﻼ ﻣﺮﺑﻮﻃﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻘﻒ ﺍﺷﻨﻖ ﻧﻘﺴﻚ ﻓﻴﻪ ﻟﺘﺮﺗﺎﺡ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻣﺎ ﻛﺎﺩ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺻﻴﺔ ﺣﺘﻰ ﺍﻏﻤﺾ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻭﻣﺎﺕ
ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻮﺍﺭﺙ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﻟﻠﺜﺮﻭﺓ ﻓﻘﺪ ﺃﺧﺬ ﻳﺒﻌﺜﺮﻫﺎ ﻭﻳﺴﺮﻑ ﻭﻳﺒﺪﺩ ﻋﻠﻰ ﻣﻠﺬﺍﺕ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﻭﻋﻠﻰ ﺭﻓﻘﺘﻪ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﺣﺬﺭﻩ ﺃﺑﻮﻩ ﻣﻨﻬﺎ
ﻭﺑﻌﺪ ﺑﺮﻫﺔ ﻭﺟﺪ ﺍﻻﺑﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﻗﺪ ﻧﻔﺬﺕ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺜﺮﻭﺓ ﺍﻟﻬﺎﺋﻠﺔ ﻭﺗﻐﻴﺮ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻭﺗﺮﻛﻪ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺼﺎﺣﺒﻮﻧﻪ ﻷﺟﻞ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻓﻘﻂ , ﺣﺘﻰ ﺃﻗﺮﺑﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﻠﺒﻪ ﺳﺨﺮ ﻣﻨﻪ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻦ ﺃﻗﺮﺿﻚ ﺷﻲﺀ ﻭﺁﻧﺖ ﻣﻦ ﺍﻧﻔﻖ ﺛﺮﻭﺗﻪ ﻭﻟﻴﺲ ﺃﻧﺎ , ﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻣﻼﺫﺍ ﻭﻣﺎ ﻋﺎﺩ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﻳﻄﻴﺐ ﻟﻪ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻌﺰ ﻓﻬﻮ ﻣﺪﻟﻞ ﻣﺘﻌﻮﺩ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﻑ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﺘﺄﻗﻠﻢ ﻣﻊ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ .
ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﻪ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺗﺬﻛﺮ ﻭﺻﻴﺔ ﺃﺑﻴﻪ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ
ﻭﻗﺎﻝ ﺁﺁﺁﻩ ﻳﺎ ﺍﺑﺘﺎﻩ ﺳﺄﺫﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻐﺎﺭﺓ ﻭﺃﺷﻨﻖ ﻧﻔﺴﻲ ﻛﻤﺎ ﺃﻭﺻﻴﺘﻨﻲ ﻭﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻤﻐﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﺨﻴﻔﺔ ﻭﺍﻟﻤﻈﻠﻤﺔ ﻭﻭﺟﺪ ﺍﻟﺤﺒﻞ ﻣﺘﺪﻟﻴﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﻠﻰ
ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﻪ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺳﺎﻟﺖ ﻣﻦ ﻋﻴﻨﻪ ﺩﻣﻌﺔ ﺃﺧﻴﺮﺓ
ﻭﻟﻒ ﺍﻟﺤﺒﻞ ﻋﻠﻰ ﺭﻗﺒﺘﻪ ﺛﻢ ﺩﻓﻊ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻮﺍﺀ !
ﻓﻬـــﻞ ﻣﺎﺕ ﻫﻞ ﺍﻧﻘﻀﻰ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ؟
ﻫﻞ ﻫﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻴﺎﺋﺴﺔ ﺃﻡ ﺁﻥ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻣﺨﺘﻠﻒ
ﻧﻌﻢ ﻓﻤﺎ ﺍﻥ ﺗﺪﻻ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺒﻞ ﺣﺘﻰ ﺍﻧﻬﺎﻟﺖ ﻋﻠﻴﺔ ﺃﻭﺭﺍﻕ ﺍﻟﻨﻘﻮﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻘﻒ ﻭﺭﻧﻴﻦ ﺍﻟﺬﻫﺐ
ﺍﻟﻤﺘﺴﺎﻗﻂ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻳﻀﺞ ﺑﺎﻟﻤﻐﺎﺭﺓ ﻭﻗﺪ ﺳﻘﻂ ﻫﻮ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺳﻘﻄﺖ ﺑﺠﺎﻧﺒﻪ ﻭﺭﻗﻪ ﻛﺘﺒﻬﺎ ﻟﻪ ﺃﺑﻮﻩ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻳﻘﻮﻝ ﻓﻴﻬﺎ ﻳﺎ ﺑﻨﻲ ﻗﺪ ﻋﻠﻤﺖ ﺍﻵﻥ ﻛﻢ ﻫﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﻠﻴﺌﺔ ﺑﺎﻷﻣﻞ
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻨﻔﺾ ﺍﻟﻐﺒﺎﺭ ﻋﻦ ﻋﻴﻨﻴﻚ ﻭﺗﺪﻉ ﺭﻓﻘﺎﺀ ﺍﻟﺴﻮﺀ ﻭﻫﺬﻩ ﻧﺼﻒ ﺛﺮﻭﺗﻲ ﻛﻨﺖ ﻗﺪ ﺧﺒﺄﺗﻬﺎ
ﻟﻚ ﻓﻌﺪ ﺇﻟﻲ ﺭﺷﺪﻙ ﻭﺍﺗﺮﻙ ﺍﻹﺳﺮﺍﻑ ﻭﺍﺗﺮﻙ ﺭﻓﻘﺎﺀ ﺍﻟﺴﻮﺀ
ﻭﺻﺪﻕ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ (ﺧﺬ ﻣﻦ ﺻﺤﺘﻚ ﻟﻤﺮﺿﻚ ﻭﻣﻦ ﺷﺒﺎﺑﻚ ﻟﻬﺮﻣﻚ
ﻓﻲ ﺧﻠﻒ ﺟﺒﺎﻝ ﺍﻟﻬﻤﺎﻻﻳﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺨﺘﺒﺄ ﻭﻻﻳﺔ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺤﻜﻤﻬﺎ ﺭﺟﻞ ﻛﺒﻴﺮ ﺫﻭ ﺧﺒﺮﺓ ﻭﻭﻗﺎﺭ ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻤﺮﺽ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺍﻧﻬﻜﻪ ﻭﺃﺣﺲ ﺑﻘﺮﺏ ﻧﻬﺎﻳﺘﻪ ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﻟﻠﺤﺎﻛﻢ ﻭﻟﺪ ﻭﺣﻴﺪ ﺷﺎﺏ ﻓﻲ
ﺳﻦ ﺍﻟﻄﻴﺶ ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻘﺔ
ﻭﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﺍﺑﻨﻪ ﺑﺎﻟﺤﻀﻮﺭ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﻳﺎ ﺑﻨﻲ: ﺍﻧﻲ ﺍﺣﺲ ﺑﻘﺮﺏ ﻧﻬﺎﻳﺘﻲ ﻭﺳﺄﻭﺻﻴﻚ ﺑﻮﺻﻴﺔ ﻭﻫﻲ ﺍﻥ ﺿﺎﻗﺖ ﺑﻚ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻳﻮﻣﺎ ﻣﺎ ﻭﻛﺮﻫﺖ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﻓﺎﺫﻫﺐ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﻐﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﻈﻠﻤﺔ ﺧﻠﻒ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﻭﺳﺘﺠﺪ ﺑﻬﺎ ﺣﺒﻼ ﻣﺮﺑﻮﻃﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻘﻒ ﺍﺷﻨﻖ ﻧﻘﺴﻚ ﻓﻴﻪ ﻟﺘﺮﺗﺎﺡ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻣﺎ ﻛﺎﺩ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺻﻴﺔ ﺣﺘﻰ ﺍﻏﻤﺾ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻭﻣﺎﺕ
ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻮﺍﺭﺙ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﻟﻠﺜﺮﻭﺓ ﻓﻘﺪ ﺃﺧﺬ ﻳﺒﻌﺜﺮﻫﺎ ﻭﻳﺴﺮﻑ ﻭﻳﺒﺪﺩ ﻋﻠﻰ ﻣﻠﺬﺍﺕ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﻭﻋﻠﻰ ﺭﻓﻘﺘﻪ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﺣﺬﺭﻩ ﺃﺑﻮﻩ ﻣﻨﻬﺎ
ﻭﺑﻌﺪ ﺑﺮﻫﺔ ﻭﺟﺪ ﺍﻻﺑﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﻗﺪ ﻧﻔﺬﺕ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺜﺮﻭﺓ ﺍﻟﻬﺎﺋﻠﺔ ﻭﺗﻐﻴﺮ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻭﺗﺮﻛﻪ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺼﺎﺣﺒﻮﻧﻪ ﻷﺟﻞ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻓﻘﻂ , ﺣﺘﻰ ﺃﻗﺮﺑﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﻠﺒﻪ ﺳﺨﺮ ﻣﻨﻪ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻦ ﺃﻗﺮﺿﻚ ﺷﻲﺀ ﻭﺁﻧﺖ ﻣﻦ ﺍﻧﻔﻖ ﺛﺮﻭﺗﻪ ﻭﻟﻴﺲ ﺃﻧﺎ , ﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻣﻼﺫﺍ ﻭﻣﺎ ﻋﺎﺩ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﻳﻄﻴﺐ ﻟﻪ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻌﺰ ﻓﻬﻮ ﻣﺪﻟﻞ ﻣﺘﻌﻮﺩ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﻑ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﺘﺄﻗﻠﻢ ﻣﻊ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ .
ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﻪ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺗﺬﻛﺮ ﻭﺻﻴﺔ ﺃﺑﻴﻪ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ
ﻭﻗﺎﻝ ﺁﺁﺁﻩ ﻳﺎ ﺍﺑﺘﺎﻩ ﺳﺄﺫﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻐﺎﺭﺓ ﻭﺃﺷﻨﻖ ﻧﻔﺴﻲ ﻛﻤﺎ ﺃﻭﺻﻴﺘﻨﻲ ﻭﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻤﻐﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﺨﻴﻔﺔ ﻭﺍﻟﻤﻈﻠﻤﺔ ﻭﻭﺟﺪ ﺍﻟﺤﺒﻞ ﻣﺘﺪﻟﻴﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﻠﻰ
ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﻪ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺳﺎﻟﺖ ﻣﻦ ﻋﻴﻨﻪ ﺩﻣﻌﺔ ﺃﺧﻴﺮﺓ
ﻭﻟﻒ ﺍﻟﺤﺒﻞ ﻋﻠﻰ ﺭﻗﺒﺘﻪ ﺛﻢ ﺩﻓﻊ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻮﺍﺀ !
ﻓﻬـــﻞ ﻣﺎﺕ ﻫﻞ ﺍﻧﻘﻀﻰ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ؟
ﻫﻞ ﻫﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻴﺎﺋﺴﺔ ﺃﻡ ﺁﻥ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻣﺨﺘﻠﻒ
ﻧﻌﻢ ﻓﻤﺎ ﺍﻥ ﺗﺪﻻ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺒﻞ ﺣﺘﻰ ﺍﻧﻬﺎﻟﺖ ﻋﻠﻴﺔ ﺃﻭﺭﺍﻕ ﺍﻟﻨﻘﻮﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻘﻒ ﻭﺭﻧﻴﻦ ﺍﻟﺬﻫﺐ
ﺍﻟﻤﺘﺴﺎﻗﻂ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻳﻀﺞ ﺑﺎﻟﻤﻐﺎﺭﺓ ﻭﻗﺪ ﺳﻘﻂ ﻫﻮ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺳﻘﻄﺖ ﺑﺠﺎﻧﺒﻪ ﻭﺭﻗﻪ ﻛﺘﺒﻬﺎ ﻟﻪ ﺃﺑﻮﻩ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻳﻘﻮﻝ ﻓﻴﻬﺎ ﻳﺎ ﺑﻨﻲ ﻗﺪ ﻋﻠﻤﺖ ﺍﻵﻥ ﻛﻢ ﻫﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﻠﻴﺌﺔ ﺑﺎﻷﻣﻞ
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻨﻔﺾ ﺍﻟﻐﺒﺎﺭ ﻋﻦ ﻋﻴﻨﻴﻚ ﻭﺗﺪﻉ ﺭﻓﻘﺎﺀ ﺍﻟﺴﻮﺀ ﻭﻫﺬﻩ ﻧﺼﻒ ﺛﺮﻭﺗﻲ ﻛﻨﺖ ﻗﺪ ﺧﺒﺄﺗﻬﺎ
ﻟﻚ ﻓﻌﺪ ﺇﻟﻲ ﺭﺷﺪﻙ ﻭﺍﺗﺮﻙ ﺍﻹﺳﺮﺍﻑ ﻭﺍﺗﺮﻙ ﺭﻓﻘﺎﺀ ﺍﻟﺴﻮﺀ
ﻭﺻﺪﻕ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ (ﺧﺬ ﻣﻦ ﺻﺤﺘﻚ ﻟﻤﺮﺿﻚ ﻭﻣﻦ ﺷﺒﺎﺑﻚ ﻟﻬﺮﻣﻚ
ﺳﻦ ﺍﻟﻄﻴﺶ ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻘﺔ
ﻭﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﺍﺑﻨﻪ ﺑﺎﻟﺤﻀﻮﺭ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﻳﺎ ﺑﻨﻲ: ﺍﻧﻲ ﺍﺣﺲ ﺑﻘﺮﺏ ﻧﻬﺎﻳﺘﻲ ﻭﺳﺄﻭﺻﻴﻚ ﺑﻮﺻﻴﺔ ﻭﻫﻲ ﺍﻥ ﺿﺎﻗﺖ ﺑﻚ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻳﻮﻣﺎ ﻣﺎ ﻭﻛﺮﻫﺖ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﻓﺎﺫﻫﺐ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﻐﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﻈﻠﻤﺔ ﺧﻠﻒ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﻭﺳﺘﺠﺪ ﺑﻬﺎ ﺣﺒﻼ ﻣﺮﺑﻮﻃﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻘﻒ ﺍﺷﻨﻖ ﻧﻘﺴﻚ ﻓﻴﻪ ﻟﺘﺮﺗﺎﺡ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻣﺎ ﻛﺎﺩ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺻﻴﺔ ﺣﺘﻰ ﺍﻏﻤﺾ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻭﻣﺎﺕ
ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻮﺍﺭﺙ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﻟﻠﺜﺮﻭﺓ ﻓﻘﺪ ﺃﺧﺬ ﻳﺒﻌﺜﺮﻫﺎ ﻭﻳﺴﺮﻑ ﻭﻳﺒﺪﺩ ﻋﻠﻰ ﻣﻠﺬﺍﺕ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﻭﻋﻠﻰ ﺭﻓﻘﺘﻪ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﺣﺬﺭﻩ ﺃﺑﻮﻩ ﻣﻨﻬﺎ
ﻭﺑﻌﺪ ﺑﺮﻫﺔ ﻭﺟﺪ ﺍﻻﺑﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﻗﺪ ﻧﻔﺬﺕ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺜﺮﻭﺓ ﺍﻟﻬﺎﺋﻠﺔ ﻭﺗﻐﻴﺮ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻭﺗﺮﻛﻪ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺼﺎﺣﺒﻮﻧﻪ ﻷﺟﻞ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻓﻘﻂ , ﺣﺘﻰ ﺃﻗﺮﺑﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﻠﺒﻪ ﺳﺨﺮ ﻣﻨﻪ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻦ ﺃﻗﺮﺿﻚ ﺷﻲﺀ ﻭﺁﻧﺖ ﻣﻦ ﺍﻧﻔﻖ ﺛﺮﻭﺗﻪ ﻭﻟﻴﺲ ﺃﻧﺎ , ﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻣﻼﺫﺍ ﻭﻣﺎ ﻋﺎﺩ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﻳﻄﻴﺐ ﻟﻪ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻌﺰ ﻓﻬﻮ ﻣﺪﻟﻞ ﻣﺘﻌﻮﺩ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﻑ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﺘﺄﻗﻠﻢ ﻣﻊ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ .
ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﻪ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺗﺬﻛﺮ ﻭﺻﻴﺔ ﺃﺑﻴﻪ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ
ﻭﻗﺎﻝ ﺁﺁﺁﻩ ﻳﺎ ﺍﺑﺘﺎﻩ ﺳﺄﺫﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻐﺎﺭﺓ ﻭﺃﺷﻨﻖ ﻧﻔﺴﻲ ﻛﻤﺎ ﺃﻭﺻﻴﺘﻨﻲ ﻭﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻤﻐﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﺨﻴﻔﺔ ﻭﺍﻟﻤﻈﻠﻤﺔ ﻭﻭﺟﺪ ﺍﻟﺤﺒﻞ ﻣﺘﺪﻟﻴﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﻠﻰ
ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﻪ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺳﺎﻟﺖ ﻣﻦ ﻋﻴﻨﻪ ﺩﻣﻌﺔ ﺃﺧﻴﺮﺓ
ﻭﻟﻒ ﺍﻟﺤﺒﻞ ﻋﻠﻰ ﺭﻗﺒﺘﻪ ﺛﻢ ﺩﻓﻊ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻮﺍﺀ !
ﻓﻬـــﻞ ﻣﺎﺕ ﻫﻞ ﺍﻧﻘﻀﻰ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ؟
ﻫﻞ ﻫﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻴﺎﺋﺴﺔ ﺃﻡ ﺁﻥ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻣﺨﺘﻠﻒ
ﻧﻌﻢ ﻓﻤﺎ ﺍﻥ ﺗﺪﻻ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺒﻞ ﺣﺘﻰ ﺍﻧﻬﺎﻟﺖ ﻋﻠﻴﺔ ﺃﻭﺭﺍﻕ ﺍﻟﻨﻘﻮﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻘﻒ ﻭﺭﻧﻴﻦ ﺍﻟﺬﻫﺐ
ﺍﻟﻤﺘﺴﺎﻗﻂ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻳﻀﺞ ﺑﺎﻟﻤﻐﺎﺭﺓ ﻭﻗﺪ ﺳﻘﻂ ﻫﻮ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺳﻘﻄﺖ ﺑﺠﺎﻧﺒﻪ ﻭﺭﻗﻪ ﻛﺘﺒﻬﺎ ﻟﻪ ﺃﺑﻮﻩ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻳﻘﻮﻝ ﻓﻴﻬﺎ ﻳﺎ ﺑﻨﻲ ﻗﺪ ﻋﻠﻤﺖ ﺍﻵﻥ ﻛﻢ ﻫﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﻠﻴﺌﺔ ﺑﺎﻷﻣﻞ
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻨﻔﺾ ﺍﻟﻐﺒﺎﺭ ﻋﻦ ﻋﻴﻨﻴﻚ ﻭﺗﺪﻉ ﺭﻓﻘﺎﺀ ﺍﻟﺴﻮﺀ ﻭﻫﺬﻩ ﻧﺼﻒ ﺛﺮﻭﺗﻲ ﻛﻨﺖ ﻗﺪ ﺧﺒﺄﺗﻬﺎ
ﻟﻚ ﻓﻌﺪ ﺇﻟﻲ ﺭﺷﺪﻙ ﻭﺍﺗﺮﻙ ﺍﻹﺳﺮﺍﻑ ﻭﺍﺗﺮﻙ ﺭﻓﻘﺎﺀ ﺍﻟﺴﻮﺀ
ﻭﺻﺪﻕ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ (ﺧﺬ ﻣﻦ ﺻﺤﺘﻚ ﻟﻤﺮﺿﻚ ﻭﻣﻦ ﺷﺒﺎﺑﻚ ﻟﻬﺮﻣﻚ
0 التعليقات:
إرسال تعليق